ليس الكبار فقط هم من يحملون الهموم ويشعرون بها ،
فالأطفال قد يعانون في قلوبهم الندّية من هموم قد يستخف بها الكبار أو قد يتعاملون معها بمقياسهم ،
ولكنها تشكل عليهم عبئاً كبيراً قد تمنعهم من عيش طفولتهم ،
وقد تصاحبهم لمراحل أطول من عمرهم .
يشعر الأطفال بالهموم بشكل مختلف عن الكبار،
وعادة ما تكون هذه الأخيرة تتناسب مع عمرهم وادراكهم العقلي .
وفي الوقت الذي قد يرى فيه الراشدون هذه الهموم غير منطقية وسخيفة أو لا أساس لها ،
تكون هذه الهموم هي جوهر المشكلة عند الطفل.
وغالباً ما يغفل الأهل عن أن عقول أبنائهم الصغار لا تستوعب المعلومات المعرفية كالراشدين ،
وبالتالي لا يستطيعون تحليل الأمور ،
ما يجعلهم لا يتعاملون معها بالشكل السليم أو يهملونها ويقلّلون من شأنها .
وفي هذا الإطار ،
كيفية إحساس الأطفال بالهموم
- الخوف من عدم الحصول على حب الراشدين وتقديرهم ،
وخصوصاً الخوف من فقدان حب الوالدين أو أحدهما في مواقف مختلفة كولادة طفل جديد .
- الحزن والكآبة والشعور بالهمّ من عدم الوصول الى توقعات الوالدين المطلوبة منه ،
وخصوصاً إذا كان الوالدان يطالبان بالكمال عند انجاز الأمور أو توقع ما هو أعلى مما يستطيع طفلهم القيام به .
الخوف من سلطة المعلم أو فقدان حبه ، إذ أن الطفل الصغير في الصفوف الابتدائية يبحث عن ارضاء المعلم بشتى الطرق ويعتبر عدم اهتمام المعلم به أو الفشل في تلبية طلباته مصدر إحباط كبير ( مثلاً : إذا طلب المعلم علبة ألوان فإن الطفل يرى بأن عليه تلبية ذلك . وقد يرفض الذهاب الى المدرسة إذا لم تتوفر علبة الألوان معه ) .
« إن الأطفال يأخذون ما يقال لهم على محمل الجدّ ، وهم لا يميزون المزاح من الجد » ،
لافتة إلى « أن تهديدات الأم الكثيرة لطفلها في اليوم الواحد والتي قد تنسى غالبيتها أو لا تطبقها يأخذها الطفل على محمل الجد ويفكر بها ملياً ، ما يؤدي به إلى الشعور بالتهديد والخوف من فقدان الحب الوالدي .
وبالتالي فإن على الوالدين الا يعمدوا إلى تهديدات لن يطبقوها لأن ذلك يضعف موقفهم ويؤدي بالطفل الى فقدان الثقة بهما » .
ودمتم مع أطفالكــــــــــــــــــــــــم بكل الحب والتقديـــــــــــــر ...بدون مشاكل ...