~*¤ ღ♥ღ(* حكاية من الزمن..*)ღ♥ღ ¤*~
في مساء ليلة شاتيه.. و أنا أنام في أحضان أمي الغالية.. أنظر إلى نافذة الغرفة لأرقب قطرات المطر.. كنت أتأمل جمال المنظر.. يا له من منظر جميل.. حتى غفوت و دخلت في نوم عميق..
استيقظت على نبرات صوت أمي الحانية و هي تناديني.. أمل.. استيقظي يا بنتي.. حان وقت المدرسة.. أسرعي فأنا بانتظارك على مائدة الإفطار..
أسرعت إلى النافذة.. لأرقب شمس يوم جديد.. يا ل روعة المنظر..
سقطت عيني على الشاب الذي يقنط في غرفة السائق الخارجية.. فهو يسكن هنا منذ أن كنت طفلة.. كانت أمي تغضب عندما أقف على النافذة لألقي نظرة عليه.. أو حتى عند سؤالي عليه!!.. منظره يحزنني.. فهو شاب أعزب في الثلاثين من عمره..كنت أتسأل كثير .. يا ترى ما الأمر الذي أجبره على هذه العيشة.. أين أمه؟ .. أين والده؟.. أين إخوته؟.. ما قصته..
كنت أحب النظر إليه.. فهو يشبه أخي خالد..
قاطع صوت أمي أفكاري و تساؤلاتي؟؟..
ـ أمل.. أين أنت يا حبيبتي لقد تأخرت؟..
أسرعت إلى والدتي و قبلتها على رأسها.. و ذهبت حيث مدرستي..
و في يوم من الأيام كنت أتذكر أنا ووالدتي أجمل الذكريات.. فها هي صورة والدي ( رحمه الله).. و هاهي صور أخي الأكبر..
هنا كنا في مزرعة جدي.. هنا عندما كنا عند عمتي.. و هذا حفل ميلادي عندما أكملت السنتين من عمري.. و هنا.. و هنا..
فها هو والدي الذي تركني ووالدتي و أنا في السادسة من عمري.. و ها أخي الذي ذهب عنا و أنا في الثانية من عمري..
آه يا لها من ذكريات .. ليتها تعود..
التفت إلى والدتي.. سألتها عن وفات أخي.. كيف فارق الحياة..
فأجابتني.. بأنه حادث شنيع.. و سقطت دمعاتها و لم تستطع أن تكمل حديثها.. إنها أم.. يؤلمها هذا الموقف.. أغلقنا ألبوم ذكرياتنا.. فقد حان وقت النوم.. ودعت أمي و ذهبت لغرفتي..
تذكرت أني نسيت كتابي في غرفت أمي.. علي أن أذهب لإحضاره..
و هنا كانت أمي تغرق في دموعها.. و تقف بجوار النافذة و ترفع يديها إلى السماء.. و تدعو الله له..
ـ سامحك الله يا بني.. سامحك الله.. لماذا فعلت هذا.. فأنا و أختك في أمس الحاجة إليك.. و كانت تبكي بقوة!!..
أخذت كتابي و خرجت.. لم تشعر بذلك.. كانت دائما تحزن عندما تتذكر أخي.. فهو فلذة كبدها.. كان كبيرها.. كم أفتقد إلى حنانك يا أخي..
ذات يوم.. عدت إلى المنزل..بحثت عن أمي في أركان المنزل.. منزلنا صغير لكني لم أرها.. ذهبت إلى غرفتها.. و لكني لم أعثر عليها..
لم أجدها.. آه تذكرت لقد قالت لي أنها قد تتأخر في عملها لهذا اليوم..
أسرعت إلى النافذة كي ألقي نظرة على ذالك الشاب..أمره يحزنني.. يا ترى ماذا يخبئه وراءه من قصة؟..
قاطع سلسلة أفكاري أمر غريب.. يا لها من فاجعة.. إني أرى والدتي تخرج من غرفت ذلك الشاب.. أغلقت النافذة.. و بسرعة أغلقت الستار.. و ذهبت لغرفتي!!..
و أنا في رأسي تساؤلات.. يا ترى ما لذي جعل والدتي تذهب إليه لوحدها.. و بدون مرافق؟!!..
بعد عودت أمي.. ذهبت لغرفتها و كأنه شيء لم يكن.. و لكن تدور تساؤلات في خاطري لم أرى لها جوابا.. ما سر تواجد أمي في غرفة الشاب.. يا ترى ما سر في قصته.. لماذا أمي تمنعني من حتى النظر إليه.. يا إلهي عقلي لم يعد قادر على التفكير .. و لكن كيف سأسألها؟!!..
ها أنا وصلت إلى غرفة والدتي.. و هي كالمعتاد تقف على النافذة تنظر إلى غرفة ذالك الشاب!!. يا إلهي ما الذي كان يدور بينها و ذك الشاب؟!!..
لم تشعر والدتي بوجودي حولها.. ولكن الحزن كان يبدو عليها.. دموعها بدأت تسقط.. و أخيرا كالمعتاد رفعت يداها لتدعو لأخي خالد؟!..
و لكن تفاجأت بدعائها!!.. إنها تدعو له بالتوفيق و النجاح في حياته..كانت تدعو له بالهداية و الصلاح.. ألم يمت!!؟.. و ما قصت ذالك الشاب.. هل يذكرها بأخي فقط؟..
بدأت أشك!!.. بل أتيقن.. فأنا كثير ما أسمعها تدعو له بالتوفيق و النجاح.. لم أسمعها تدعو له بالرحمة و المغفرة.. أمعقول يكون ذلك الشاب هو....!!... لا.. لا أعتقد..
إذا كان أخي فلماذا حرمنا منه و نحن في أمس الحاجة لرجل معنا!!.. لماذا لم يسكن معنا.. يا ترى ما سبب وجوده في غرفة خارج المنزل!!..
فماذا تتوقعون بعد ذلك!!.. أنا في انتظار أرائكم..... ... .. .
<<<<<<<<<<< نقلا عن الاخت kikiwiwi>>>>>>>>>>